مصاحبة النصارى والمخنثين
أنا مسلم ولي الكثير من الأصدقاء النصارى من الذكور والإناث ، هناك أحد الأصدقاء الذي أعتبره صديق بحق واكتشفت مؤخراً بأنه مخنث ، أنا لا أريد أن أعامله بشكل مختلف ولكن أريد أن أعرف هل يجوز أن يكون لي صديق مخنث ؟.
الحمد لله
الواجب على المسلم أن يحرص على اتخاذ الرفقة الطيبة التي تعينه على الخير ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً ) أخرجه البخاري (5534) ومسلم ( 2628 ) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه .
ولا يجوز له اتخاذ أصدقاء من النصارى ولا من غيرهم من الكفار ، قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) المائدة / 51 ، وقال تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ) آل عمران / 118 .
قال السعدي رحمه الله :
هذا تحذير من الله لعباده عن ولاية الكفار واتخاذهم بطانة أو خصيصة وأصدقاء .
تفسير السعدي ص 198
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ) أخرجه أبو داود ( 4832) وحسنه الألباني في صحيح أبي داود ( 4045 )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) أخرجه الترمذي (2378) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي ( 1937 ) .
فاترك مصاحبة النصارى ، واستبدل بهم مسلمين ، واحرص على صحبة الصالحين .
واعلم أنه لا يجوز للرجل مصاحبة الإناث ولا المخنثين ، سواء كانوا مسلمين أم نصارى ؛ لما في ذلك من الفتنة ، ولما يكون معه من المحاذير الشرعية إما من الخلوة أو المصافحة أو ما هو أشد من ذلك .
أسأل الله أن يعصمنا جميعاً من الفتن .