دخل سعيد
> الصحفي الشاب على رئيس تحرير
> المجلة التي يعمل بها منذ أشهر
> قليلة بعد أن استدعته سكرتيرة
> الرئيس، دخل سعيد فإستقبله رئيس
> التحرير بحفاوة قائلاً:
>
>
> - عزيزي سعيد أهلاً
> وسهلاً لقد أثبت خلال الفترة
> القصيرة التي قضيتها هنا أنك صحفي
> جاد ومجتهد.
>
> - شكراً لك
> سيدي.
>
> - ومكافأة
> لك فقد قررت أن أدعك تكتب الموضوع
> الرئيسي لهذا العدد وهو عن حصار
> غزة.
>
> - شكراً لك
> سيدي وهو بصراحة موضوع يهمني جداً
> أن أكتب عنه لما لغزة من معزّة
> خاصة في قلب كل مسلم يتألم لحصارها
> الظالم .
>
> - نعم نعم
> معك حق..
>
> - سأبدأ على
> الفور يا سيدي وسيكون مقالاً
> مدوياً إن شاء الله.
>
> - بارك الله
> فيك ولكن قبل البدء هناك ملاحظة
> صغيرة جداً.
>
> - ما هي
> سيدي؟
>
> - أنت تعرف
> أن مجلتنا ليست مدعومة من اشخاص
> كبار في الدولة .
>
> -
> القصد؟
>
> - القصد أن
> مقالك لا يجب أن يتعرض لبعض
> الحكومات العربية التي تشارك في
> حصار غزة بشكل فاعل وتفتخر بذلك،
> الله يرضى عليك لا نريد مشاكل مع
> المخابرات والأجهزة الأمنية
> ونتهم بالاساءة للعلاقات العربية
> الاخوية.
>
> - حسناً
> سيدي سأراعي ذلك في مقالي مع اني
> ارى ان العلاقات العربية لايستطيع
> احد ان يزيدها سوءا !!.
>
> - بارك الله
> بك هناك موضوع صغير آخر.
>
> - ما هو
> سيدي؟
>
> - أنت تعرف
> أن مجلتنا توزع في دول أوروبية
> وأمريكا ولا نريد أن نتهم بدعم
> الارهاب وتمنع مجلتنا من التوزيع,
> لذا لا تتطرق إلى المقاومة وحق
> الشعب الفلسطيني في محاربة
> الاحتلال لا نريد مشاكل الله يرضى
> عليك.
>
> - حسناً يا
> سيدي مع اني لاافهم كيف يكون دفاع
> شعب اعزل عن نفسه مقابل جيش جرار
> ارهابا
>
>
> - الله يحسن
> إليك وأيضاً لا نريد أن نتطرق إلى
> الأثرياء العرب وصرفهم للملايين
> من الدولارات على ألعاب نارية
> وعلى المطربات والراقصات بينما
> أهل غزة يموتون من الجوع، أنت تعرف
> أن مصدر دخل المجلة هو من
> الاعلانات
> هؤلاء إذا زعلوا منّا فلن نرى
> إعلاناً واحداً وسنموت من
> الجوع.
>
> كظم سعيد
> غيظه وقال:
>
> - حسناً يا
> سيدي هل من أوامر أخرى؟
>
> - لا يأمر
> عليك ظالم يا ابني ولكن لا أريد أن
> أوصيك. لا تتطرق إلى أطفال غزة وهم
> يموتون جوعاً ومرضاً بينما أجهزة
> الاعلام العربية مشغولة بمسابقة
> ملكة جمال الأغنام وأجهزة الاعلام
> الغربية مشغولة بكلب عثر
> عليه الجيش الأمريكي في العراق
> وتطالب بمنحه حق الجوء السياسي في
> أمريكا لا نريد أن تزعل منا منظمات
> الرفق بالحيوان.
>
> - سبحان
> الله وماذا بعد؟
>
> - لا شيء هذا
> كل شيء شكراً لك.
>
> - أنت
> متأكد؟ لا شيء بعد؟ لا نريد أن
> يزعل منّا أحد لاسمح الله !!
>
> - ما دمت قد
> ذكرت ذلك وبما أن حوار الأديان على
> قدم وساق هذه الأيام فلا نريد أن
> نتهم بتعطيل هذا الحوار فأرجوا
> عدم ذكر شيء عن اليهود واضطهادهم
> للفلسطينيين واهانتهم لمقدسات
> المسلمين حسناً؟
>
> - حسناً
> سيدي.
>
> خرج سعيد
> غاضباً من رئيس التحرير الذي كلفه
> بكتابة مقال عن غزة بهذا الشكل.
> وفي اليوم التالي سلّم سعيد
> المقال إلى رئيس التحرير وكان
> كالتالي :
>
>
> ====================
>
> غزة منتجع
> صحي سياحي من الدرجة الأولى
>
>
> يعيش سكان
> غزة أجمل أيامهم بعد أن قرروا
> إتباع نصائح الأطباء في الوصول
> إلى نمط الحياة الصحية القائم على
> ترك كل أنواع الطعام التي تساعد
> على إرتفاع نسبة الكولسترول
> والضغط والوزن وكذلك التخلص من
> أهم مسببات
> التلوث وهي مشتقات النفط
> والبنزين واللجوء إلى رياضة المشي
> المفيدة للجسم والعقل خصوصا لكبار
> السن والمعاقين والمرض والنساء
> الحوامل .
>
> أما
> المستشفيات والعلاج فقد ثبت بما
> لا يقبل الشك بأن الدواء التقليدي
> يسبب الأمراض ويعطل جهاز المناعة
> لدى الجسم ومن الافضل اللجوء الى
> طرق العلاج القديمة بالاعشاب
> ,ولذا فإن أهالي غزة رجالاً ونساء
> وأطفالاً
> يتوجهون بجزيل الشكر إلى
> الحكومات التي تشارك في حصار غزة
> لما يوفرونه لهم من أسلوب عيش صحي
> وسليم بعيداً عن مغريات الحضارة
> الضارة بالصحة .
>
> كما يسألون
> الله أن يوفر لكل من شارك في هذا
> الحصار المفيد والجميل من
> الحكومات العربية الفرصة لعيش هذه
> التجربة الجميلة هو وعائلته
> وأولاده.
>
> وكذلك
> يتقدمون بجزيل شكرهم وخالص
> اعتذارهم للحكومة الاسرائيلية عن
> اضطرارها لتجنيد الاف الجنود
> للتاكد من عدم وصول المواد الضارة
> انفة الذكر الى منطقة غزة الصحية
> .
>
> وكل حصار
> وأنتم بخير.
>