بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد:
معنى التغني بالقرآن
ما معنى التغني بالقرآن؟
جاء في السنة الصحيحة الحث على التغني بالقرآن، يعني تحسين الصوت به وليس معناه أن يأتي به كالغناء، وإنما المعنى تحسين الصوت بالتلاوة ومنه الحديث الصحيح: ((ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به))[1] وحديث: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به))[2] ومعناه تحسين الصوت بذلك كما تقدم. ومعنى الحديث المتقدم: ((ما أذن الله)) أي ما استمع الله كإذنه أي كاستماعه، وهذا استماع يليق بالله لا يشابه صفات خلقه مثل سائر الصفات يقال في استماعه سبحانه وإذنه مثل ما يقال في بقية الصفات على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى لا شبيه له في شيء سبحانه وتعالى كما قال عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[3]، والتغني الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه حتى يحرك القلوب؛ لأن المقصود تحريك القلوب بهذا القرآن حتى تخشع وحتى تطمئن وحتى تستفيد، ومن هذا قصة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لما مر عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ فجعل يستمع له عليه الصلاة والسلام وقال: ((لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود))[4] فلما جاء أبو موسى أخبره النبي عليه الصلاة والسلام بذلك قال أبو موسى: لو علمت يا رسول الله أنك تستمع إلي لحبرته لك تحبيرا. ولم ينكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام ذلك، فدل على أن تحبير الصوت وتحسين الصوت والعناية بالقراءة أمر مطلوب ليخشع القارئ والمستمع ويستفيد هذا وهذا.
[1] رواه البخاري في (التوحيد) برقم (6989) واللفظ له، ورواه مسلم في (صلاة المسافرين) برقم (1319).
[2] رواه البخاري في (التوحيد) برقم (6973).
[3] سورة الشورى من الآية 11.
[4] رواه البخاري في (فضائل القرآن) برقم (4660)، ومسلم (في صلاة المسافرين) برقم (1321)، والإمام أحمد في (باقي مسند الأنصار) برقم (21955) واللفظ له.
من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الحادي عشر
منقول من
موقع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
في حكم إمامة من يَلْحَن في القراءة
السؤال: ما حكم إمامة رجل يلحن في قراءته للقرآن؟
الجواب: الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما، أما بعد:
فلا خلاف بين المذاهب الأربعة في عدم صحة صلاة وإمامة من يتعمَّد اللحن المحيل للمعنى، أما من يحيل المعنى غير متعمِّد في ذلك، فإن كان ذلك في الفاتحة لم تصح إمامته وإن كان في غيرها صحت مع الكراهة وهو مذهب الشافعي وأحمد، أما مذهب المالكية فلا تصح إمامة اللحان في الفاتحة أو في غيرها، وذهب بعضهم إلى صحة إمامته في غير الفاتحة بلا كراهة.
والصحيح عدم صحتها، لأنَّ القرآن معجز بلفظه ومعناه، وإذا لَحَن في الفاتحة لحنًا يحيل المعنى بضم أو كسر تاء"أنعمتُِ" من الفاتحة زال إعجازها فلا تسمى قرآنًا، وفي حديث: "لاَ صَلاَةَ إلِاَّ بِفَاتِحَةِ الكِتَاب"(١)، ولأنه لم يقرأها قراءة صحيحة على الصفة التي أَمَرَ بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن تمَّ لا تصحُّ إمامته، أما ما عدا الفاتحة فأهون، إذ تصحُّ الصلاة بالفاتحة، أما القراءة بعدها فمستحبة على القول الراجح.
هذا، وإذا كان يَلْحَن لحنا لا يحيل المعنى كضم الهاء من لفظ الجلالة في قوله تعالى: "الحمد لله ُ" وفتح النون والميم في قوله تعالى: "الرحمنُ الرحيمُ" فإنه على أصحِّ الأقوال كراهة إمامته وهو أيضا مذهب الشافعي والحنابلة خلافًا للمالكية الذين يرون عدم صحة إمامته، والأول هو الصحيح، لأنَّ مدلول اللفظ مع اللَّحْن الذي لا يحيل المعنى باق من جهة، وقد أتى بفرض القراءة من جهة أخرى فتصح صلاته وإمامته.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
الجزائر في: 25 شعبان 1426ﻫ
المـوافقﻟ: 29سبتمبر 2005م
١- أخرجه البخاري في الأذان (756)، ومسلم في الصلاة (900)، وأبو داود في الصلاة (822)، والترمذي في الصلاة (248)، والنسائي في الافتتاح (918)، وابن ماجه في إقامة الصلاة (886)، وأحمد (23345)، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
منقول من موقع
الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
الفتوى رقم: 300
الصنف: فتاوى متنوعة
في حكم تقليد القراء ومحاكاة قراءتهم
السؤال: ما حكم تقليد القراء في القرآن بنية جلب المصلين؟
الجواب: الحمد لله والصلاة على من أرسله الله رحمة للعالمين وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما أما بعد:
فقراءة القرآن الكريم بالألحان والتطريب على هيئة الأغاني المطربة وذلك بتمطيط الحروف والإفراط في المد وتشبيع المدود إلى أن تصير حروفا فهذا لا يجوز للقارئ ولا يجوز لمقلده لأنه يتلذذ بتلك الألحان والنغمات ولا يتوخى منها فهم ما تحمله الآيات من معان، كالوعد والوعيد، والأمر والنهي، والوعظ والتخويف وغيرها، فأصبحت بمثابة أصوات المزامير التي ورد فيها ذمُّ قريش الذين كانوا يطوفون بالبيت بالتصفير والتصفيق في قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً﴾ [الأنفال: 35]، أمَّا إذا خلا من ذلك وكان المقلِّدُ للقارىء يتعلم منه مخارج الحروف على وجهها الصحيح والأداء الحسن فلا يضر ذلك - إن شاء الله تعالى – لخلُوِّه من الألحان المطربة الشبيهة بالأغاني النقيضة للخشوع والوجل، ولم تحقق الغاية من القراءة من تدبر الآيات وتفهم معانيها قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾ [ص: 29]
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين.
الجزائر في: 26 شوال 1426ﻫ
الموافق ﻟ: 28 نوفمبر 2005م
منقول من
موقع الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
التغني بالقرآن للنساء
هليجوز للمرأة أن تتغنى بالقرآن في بيتها دون أن يسمعها الأجانب، وهل يجوز لها أنتتغنى بالقرآن بحضور النساء؟
التغني بالقرآن سنة قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منهامن لم يتغن بالقرآن يجهر به) كونها تحسن صوتها بالقراءة حتى تخشع ويخشع من حولها منالنساء هذا مطلوب والرجل كذلك، والتغني معناه تحسين الصوت والترتيل وعدم العجلة وأنتؤدى الكلمات واضحة بآدابها الشريعة من خشوع وإعطاء الحروف حقها هذا مطلوب من الرجلوالمرأة فإذا كانت المرأة وحدها أو عند النساء فهذا مطلوب, أما إذا كان عند الرجالفتقرأ قراءة عادية ليس فيها شيء يخشى منها الفتنة إلا إذا كانت تتعلم وليس عندهامعلمة تتعلم على رجل فتؤدي الحقوق التي يوجهها الرجل من غنة من تفخيم وترقيق وإظهاروإخفاء إلى غير هذا من أحكام التجويد ولا حرج عليها في ذلك, أما التغني بالقراءةالتي فيها التحسين للتخشع فهذا أمرٌ مطلوب إذا كانت وحدها أو مع النساء كله طيب. جزاكم الله خيراً.
منقول من موقع سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : الصلاة
السؤال:
هذا السائل يقول هل يجوز التغني في الآذان.
الجواب :
الشيخ: إذا كان التغني يغير المعنى فلا يجوز وإن كان لا يغيره فهو مكروه والذي ينبغي هو أداء الآذان على حسب ما تقتضيه اللغة العربية.
منقول من موقع
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله