! درة الايمان ! ..................
الجنس : نقاط : 2351 السٌّمعَة : 8 تاريخ التسجيل : 02/09/2009 العمر : 32 الموقع : قلب احبتي تعاليق : من العظماء من يشعر المرء بحضرته أنه صغير
ولكن العظيم بحق هو من يُشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء
| موضوع: الامام حسن البنا .. الجمعة فبراير 12, 2010 9:18 pm | |
| كثيرا ما يمر على التاريخ شخصيات و أشخاص
لكن ..
قليل من هؤلاء ..
من يترك بصمة لا تمحى ..
وكلمات لا تنسى ..
و معالم لا تغيرها السنون ..
ولا يمحوها مرور الأزمان ..
وقليل من هذا القليل ..
من يترك أثرها في الأمة ..
جيــــــل بعد جيـــــــل ..
يرحل
لكنه يبقى بيننا
يغيب
لكن كلماته تسكن أرواحنا
يفارقنا
وتبقى الوصايا يحملها الأبناء والأحفاد
وقليل من هذا القليل الذي هو من ذاك القليل
من يصنع دمه انتصارات تتحقق بعد سنوات بل عقود من رحيله
ولأن هؤلاء قليل من قليل من قليل
كان لا بد لنا من وقفة
و نحن نعيش هذه الأيام العطرة
لاستشهاد عملاق من هؤلاء العمالقة ..
إنه الإمام ..
"حســـــــــــــــــــن البنــــــــــــــــــــــــا " مجــــدد القرن العشـــــرين حسن البنا.. رحلة لم تنته و لأن الذكرى هي ذكرى الشهاده و ليست ذكرى الميلاد فستكون بدايتنا مع حادثة الإستشهاد و الإغتيال الجبانه و إليكم القصة مع أن أختي الكريمة ريحانة الكتلة قد سبقتني بموضوعها حول استشهاد الإمام بفيلم مميز فأنا أضع الحادثة أمامكم بأسلوب مكتوب و نضيف الفيلم كذلك بعد إذن أختي الكريمة بارك الله فيها ...
بعد إعلان "النقراشي" حل جماعة (الإخوان المسلمين) في 9 ديسمبر 1948م، ومصادرة أموالها، واعتقال معظم أعضائها في اليوم التالي، هَمَّ الإمام "حسن البنا" أن يدخل السجن مع إخوانه، فمُنِع من ذلك، وترافع عن قرار الحل أمام مجلس الدولة أربعَ ساعات، مبيِّنًا حقيقةَ المؤامرة على الجماعة، التي دُبِّر لها في ثكنَات الاستعمار بمعرفة القصر.
* قبل الاعتِقال بعدة أيام صادروا سيارته، واعتقلوا السائق، وسحَبوا السلاحَ المرخَّص، وقُبِضَ على شقيقَيه اللذين كانا يرافقانه في تحركاته.
* وفي 12 فبراير 1949م وقع حادث الاغتيال، ولفظ الشهيد أنفاسه في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، ولم يعلم أهله بذلك إلا في الثانية صباحًا.
* وكانت إصابة الشهيد تحت الإبط، ولم تكن خطيرة.. شهد بذلك الأطباء الذين شاهدوه وهو يدخل المستشفى.. وقتل "حسن البنا" داخل المستشفى بأوامر من القصر!!.
و بعد الجريمة و بعد منتصف الليل ........ تتقدم قافلة من عربات الشرطة في سكون الليل، تصل إلى أحد شوارع الحلمية بمدينة القاهرة، تتوقف السيارات، يندفع الجند بأسلحتهم لحصار الشارع كله، وتُشدد الحراسة، حول بيت متواضع في منتصف الشارع، تتقدم إحدى سيارات الشرطة إلى هذا البيت، صف من الجنود ينقُلون جسد ميتٍ من السيارة إلى البيت في سرعة، يطرقون بابًا في أعلاه، يفتح الباب شيخ جاوز التسعين من عمره، يدخل عدد من الضباط إلى البيت قبل دخول الجثمان للتأكد من عدم وجود آخرين به، التعليمات صارمة للشيخ، لا صوت، لا عزاء، ولا حتى أحد من المتخصصين في إعداد الموتى، فقط أنت وأهل البيت، في تمام التاسعة صباحًا يتم دفن الميت.
كان الشيخ هو والد المتوفّى، ورغم الفجيعة، ورغم شيخوخته، قام بإعداد ابنه للدفن، ويمسح الشيخ دماء ابنه من أثر الرصاصات التي سكنت جسده.
ويأتي الصباح، ويأتي الضباط في موعدهم، هلمّ بابنك لتدفنه، فيصرخ الأب ذو التسعين عامًا، كيف لي بحمله؟ فليحمله الجنود! فيرفض الضباط، ويكون الرد فليحمله أهل البيت، وكان المُتوفّى له بنات وصبي صغير.
ويتقدم الجثمان في الطريق تحمله زوجته وبناته، وخلفه فقط والده، ومن تجرأ على السير في الجنازة كان المعتقل مآله، وتصل الجنازة إلى المسجد للصلاة على الفقيد، فإذا به خاليًا حتى من خدمه، فيصلي الوالد ومن خلفه أهل البيت من النساء، ويقومون بإنزاله إلى قبره، ويعود الجميع إلى البيت في حراسة مشددة، هذه هي جنازة الإمام الشهيد "حسن البَنَّا"، ويتم إلقاء القبض على كثير من الجيران، لا لشيء إلا لمجرد كلمة عزاء قالوها لهذه الأسرة، ويستمر الحصار ليس على البيت خشية ثورة من يأتي للعزاء، ولكن أيضًا يستمر الحصار حول القبر، خشية أن يأتي من يُخرج الجثة ويفضح الجريمة، بل وانتشرت قوات الشرطة في المساجد؛ لتأمر بغلقها عقب كل صلاة، خشية أن يتجرأ أحد بالصلاة على الفقيد.
وعلى الجانب الآخر كان ملك البلاد قد أجّل الاحتفال بعيد ميلاده من 11 فبراير إلى 12 فبراير؛ ليحتفل مع من يحتفل بموت هذا الرجل، ويروي أحد المفكرين أنه شاهد احتفالات في أحد الفنادق في الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما تقصّى سبب هذا الاحتفال، عرف أنه ابتهاجٌ بموت هذا الرجل. وإن كان الحق ما يشهد به الأعداء فإن مراكز الأبحاث في فرنسا وأمريكا اشتركت في وضع قائمة بأهم مائة شخصية أثّرت في العالم في القرن العشرين، فكان من العالم العربي اثنان هما: الإمام الشهيد "حسن البنا"، والآخر هو جمال عبد الناصر. [youtube] ** إن "حسن البنا"- رحمه الله- لم يمُتْ، فهو شهيدٌ، ودعوته لم تمُت ولن تموت- بإذن الله- حتى يرِثَ الله الأرض ومن عليها. | |
|