الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد واله الطاهرين
ان للطفل منذ كونه جنينا في رحم أمه ومن ثم ولادته وتربيته الجسمية والعقلية من حيث الكلام ومعرفة الاشياء المحيطة به التي يقوم بتعريفها له أبواه الى سن التكليف اية عظيمة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا وكما قال الله تعالى (سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق …).
فلنقف قليلامتدبرين الى ما وضح الله تعالى لنا في القران الكريم من مراحل التطور الجنيني لخلق الانسان في رحم أمه .(ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين .* ثم جعلناه نطفة في قرار مكين .* ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما…) تشير لنا الاية المباركة أنه قد تم الخلق بتسلسل أبتداءا من النطفة ثم الى العلقة فالمضغة .وهذه المراحل الثلاث هي المادة الاولية او ما تسميه المادة الاساس لخلق الانسان المتكونة من خلط مواد أو مختلفة ومتناقضة ( النطفة ـ البيضة ـ هرمونات مساعدة للنمو ) ومثال ذلك المادة الاولية لصناعة المنتج في المصانع حيث أنها تحتوي على كافة الصفات والمميزات التي يتصف بها المنتج بعد تقويمه وتسويته . من ذلك نجد ان المراحل الثلاث هي المبدأ لخلق الجسد العجيب الخلقة للانسان .وتحتوي على جميع الصفات والمميزات لقوام الانسان.ثم تا تي من بعد ذلك عملية التقويم حيث اشار الله سبحانه قائلا
((فخلقنا المضغة عضاما فكسونا العظام لحما ………))
ومن ذلك نستدل ان القيام الجسدي للانسان يتم عن طريق الباطن وهي العظام ثم الظاهر وهو الجمال الالهي . وان كل من في السموات والارض قائم على باطن أي ما نطلق عليه الملكوت ثم بعد ذلك يتجلى الظاهر للاعتبار والدلالة
على الاثر الباطني فيه .ومن ذلك ترى ذلك التقويم هو بمثابة الوسيلة والغاية
التي نتيجتها هو الا نسان الكامل الخلق جسديا (الكمال الجسدي)فالعظام
هي وسيلة التقويم والغاية هي الانسان الكامل الخلقة والجمال بأكساءه لحماً
وهذه المراحل العجيبة لخلق الانسان هي اثر يشير الى الخلق النفسي والروحي
والعقلي له أي الخلق الملكوتي .ان المراحل الثلاث السابقة النطفة والعلقة ثم
المضغة كما قلنا هي المبدأ. للخلق الجسدي انطلاقا من النطفة وصولا الى المضغة .اما المبدأ للخلق الروحي هي الفطرة الحاوية على جميع الصفات والمميزات للكمال الالهي فأذا قام الانسان بعقل ونفس وروح أصبح ذات فطرة ومبدأ يريد السير الى الغاية بوسيلة وكما أشرنا قد اصبحت الفطرة هي المادة الاولية للخلق التي تكونت من عدة مواد معنوية لامادية ومتناقضة أي تكونت هي بالحقيقة لم تكن مفقودة حتى تكون .ولكن ظهرت من تحت اطمار الظلمة بدراسة النقائض .ومن ذلك لاقيام روحي للانسان الابوسيلة ،كماظهر لنا في القيام الجسدي .والوسيلة هنا هو كشف علل الخلق والوجود والكشف اما يتم عن طريق المباشر أي بنور الله سبحانه وما نسميه الامامة او عن طريق من كشف هذه العلل الامام الذي يُعينك على نفسك فالوسيلة الاولى هو انت فانتبه .واما بث الروح البشرية فتتم في الشهر الرابع من عمر الجنين وهي من روح الله سبحانه وتعالى لان خلق أي انسان لايختلف عن خلق ادم عليه السلام .وبهذه الروح يتمكن الجنين من التحسس بالنقائض وأكتسابها عن طريق الام .وهذه الروح تسلك ممرين الاول الروح الدنيويه التي يعيش فيها الانسان حياة التلذذ والشهوات الدنيوية ومانسميه بالنفس .والثاني هي الروح الوجودية روح الاخرة التي هي أصل الانسان في الساحة القدسية وتتمثل بشيء مخزون وهي الفطرة التي تحوي على الكتاب القديم العتيد السموات والارض ومابينهما لكن يحتاج ذلك الكتاب الى من يذكره .فأخذ أيها المسلم هذه الاية أو الصورة العظيمة لخلق الطفل وتذكر أمر ربوبية الله .
والحمد لله رب العالمين.
تحيــــــــاتي:021: