خادم الاسلام ..................
الجنس : نقاط : 378 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 12/06/2010
| موضوع: لماذ نعبد الله.؟ الأحد سبتمبر 19, 2010 9:45 pm | |
| السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سألني شخص مسلم : لماذا نعبد
الله ؟ فأجبته لأنه هو المستحق
للعبادة و ما خلقنا إلا لعبادته, فلا
معبود بحق إلا الله، فسألني و قال:
أنا أقصد أنه لماذا نعبده, ما دمنا
نعلم أننا لن نفيده؟ و كتب عنده من
سيدخل الجنة و من سيدخل
النار،بعد هذا السؤال تذكرت إجابة
الرسول -صلى الله عليه و سلم-
للصحابة – رضي الله عنهم- حينما
سألوه نفس السؤال فقال: كل
ميسر لما خلق له
الجواب
الحمد لله، قول القائل لماذا نعبده؟
جوابه كما ذكرت بأنه سبحانه
وتعالى هو المستحق للعبادة لأنه
خالقنا ورازقنا، وهو ربنا ورب كل
شيء، ولأنه خلقنا لعبادته وأمرنا
بها، كما قال: "وما خلقت الجن
والإنس إلا ليعبدون" [الذاريات:56]،
وقال تعالى: "يا أيها الناس اعبدوا
ربكم الذي خلقكم والذين من
قبلكم..." [البقرة:21]، ولم يخلقنا
لعبادته ولم يأمرنا بعبادته لحاجة به
إلى ذلك فإنه الغني عن خلقه، لكنه
تعالى يحب من عباده أن يعبدوه
وحده لا شريك له، وأن يطيعوه
ويطيعوا رسله عليهم السلام، ولكن
منفعة العبادة راجعة إلى العباد
ومضرة تركها واقعة عليهم، فالعباد
لا ينفعون الله ولا يضرونه بل هو
النافع الضار، وفي الحديث
القدسي: "يا عبادي إنكم لن تبلغوا
نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضري
فتضروني" مسلم (2577)
وقد بين سبحانه وتعالى أنه لم
يخلق الجن والإنس ليرزقوه أو
يطعموه، أو يتقوى بهم من ضعف
فقال سبحانه: "وما خلقت الجن
والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من
رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو
الرزاق ذو القوة المتين" [الذاريات:
56-58].
أما قول القائل: لماذا أمرنا الله
بعبادته؟ وقد علم من يدخل الجنة
ومن يدخل النار فجوابه أيضاً كما
ذكرت أن على العباد أن يعملوا ولا
يتكلوا على القدر كما قال -صلى
الله عليه وسلم- لمن قال له: إذا
كان ما نعمله قد فرغ منه ومضى به
القدر فلماذا العمل؟ فقال عليه
الصلاة والسلام: "اعملوا فكل ميسر
لما خلق له" انظر البخاري (4949)،
ومسلم (2647 فالواجب على العباد
أن يؤمنوا بشرع الله وقدره وأن
يطيعوا أمره ونهيه، وأن يأخذوا
بأسباب السعادة، وأن يحذروا من
أسباب الشقوة وهذا ما فطر الله
عليه العباد من الأخذ بالأسباب
النافعة، وتجنب الأسباب الضارة،
وإن كان ذلك كله مقدراً كما في
طلب الرزق وطلب العلم، وطلب
الأولاد، فلا يقول عاقل: إن كان الله
قد قدر أن أكون عالماً، أو قدر أن
يكون لي رزق، أو قدر أن يكون لي
أولاد فسيحصل ذلك كله دون سعي
ولا عمل، فهكذا سعادة الآخرة
موقوفة على أسباب، وهي الإيمان
والعمل الصالح، ولن تتحقق هذه
السعادة إلا بأسبابها التي شرعها
الله وقدرها سبحانه وتعالى،
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن
يهدينا صراطه المستقيم، صراط
الذين أنعم الله عليهم من النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين.
والله أعلم. [right][justify] [b] | |
|