معنى الشهادة و الشهيد :
الشَهِيْد هو من يُقتل في سيبل الله تعالى ، و سُمي شهيداً لأنه يكون يوم القيامة شاهداً على كل من ظلمه و على المنحرفين .
و قال العلامة الطريحي ( رحمه الله ) : قيل سمي بذلك لأن ملائكة الرحمة تشهده ، فهو شهيد بمعنى مشهود .
و قيل لأن الله و ملائكته شهود له في الجنة ، و قيل لأنه ممن استشهد يوم القيامة مع النبي ( صلى الله عليه و آله ) على الأمم الخالية ، و قيل لأنه لم يمت كأنه شاهد أي حاضر ، أو لقيامه بشهادة الحق في الله حتى قتل ، أو لأنه يشهد ما أعد الله له من الكرامة و غيره لا يشهدها إلى يوم القيامة ، فهو فعيل بمعنى فاعل ، [1] .
الشهيد و حكمه الفقهي :
للشهيد حكم فقهي خاص من حيث التغسيل و التكفين ، فالشهيد الذي يسقط في المعركة و لا يدركه المسلمون ، أو يدركونه و به رمق يسقط عنه الغسل و الكفن ، فيُصلّى عليه و يدفن بثيابه ، و أما من يسقط شهيداً خارج جبهة المعركة فإنه و إن عُدَّ شهيداً إلا أنه يُغسَّل و يُكفَّن .
كل مؤمن شهيد :
كل من يُقتل دفاعاً عن الدين و المذهب الحق ، أو يتم إغتياله لإيمانه ، أو لسبب له علاقة بالدين فهو شهيد حتماً ، و الذي يُقتل ظلماً و عدواناً و لو بصورة عشوائية و لم يكن المقصود شخصياً فهو أيضاً ممن يعامل معاملة الشهيد إن كان مؤمناً في عقيدته ، بل كل مؤمن صادق في إيمانه يُعطيه الله أجر الشهيد و إن مات على فراشه ، فقد رُوِيَ عن الامام علي بن محمد الباقر ( عليه السلام ) أنه قال : " كُلُّ مُؤْمِنٍ شَهِيدٌ ، وَ إِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَ هُوَ كَمَنْ مَاتَ فِي عَسْكَرِ الْقَائِمِ ( عليه السلام ) " .
ثُمَّ قَالَ : " أَ يَحْبِسُ نَفْسَهُ عَلَى اللَّهِ ثُمَّ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ " ، [2] .
وَ رَوِيَ عَنْ مَوْلَانَا الإمام عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( صلوات الله عليه ) قَالَ : " الْمُؤْمِنُ عَلَى أَيِّ حَالٍ مَاتَ وَ فِي أَيِّ سَاعَةٍ قُبِضَ فَهُوَ شَهِيدٌ " ، [3] .
وَ عَنْ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ : " الْمَرِيضُ فِي سِجْنِ اللَّهِ مَا لَمْ يَشْكُ إِلَى عُوَّادِهِ تُمْحَى سَيِّئَاتُهُ ، وَ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ مَاتَ مَرِيضاً مَاتَ شَهِيداً ، وَ كُلُّ مُؤْمِنٍ شَهِيدٌ ، وَ كُلُّ مُؤْمِنَةٍ حَوْرَاءُ ، وَ أَيُّ مِيتَةٍ مَاتَ بِهَا الْمُؤْمِنُ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَ تَلَا قَوْلَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ : ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾ [4]
[b]