ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، تزامن «يوم الأسير فما لا يزال آلاف المعتقلين يقبعون داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي في ير الفلسطيني» في 17/4/2010 مع عمليات الاعتقال اليومية والمستمرة للفلسطينيين في مختلف المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية. عن ما تعانيه عائلات الأسرى وأبنائها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أجرت «لها» عدداً من المقابلات مع أهالي الأسرى واسرى محررين.
أول اللقاءات كان مع أم الأسير مهند عدوي المحكوم عليه أربعة عشر عاماً سجناً تبقى منها ثمانية أعوام. وقد تحدثت عن كيفية اعتقال ابنها والظروف التي تلت ذلك، فقالت: «اعتقلوه عندما كان عمره ستة عشر عاماً. ووصلنا خبر اعتقاله بعد ثلاثة أيام. اعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي على احد الحواجز في مدينة نابلس، وفي المرة الأولى التي رأيت فيها ابني لم أتعرف عليه في قاعة المحكمة، بسبب مظهره المزري. ولكن ابني ناداني من خلف القضبان، «يما يما أنا مهند». وبعد إصدار الحكم عليه، قدمت طلبات التصاريح وتمكنت من زيارته في السجن، وفي إحدى الزيارات عدت متعبه جداً لأن حالتي النفسية تسوء عندما أرى ابني في السجن واتركه لكي أعود إلى بيتي. وفي اليوم التالي لإحدى الزيارات ذهبت إلى عملي كآذنة في الساعة السادسة والنصف في إحدى المدارس. وهناك وقعت من أول الدرج إلى أخره، وتكسرت عظامي، وأخذت إجازة من عملي. وكل الذي اطلبه من الله ومن الجهات المعنية حرية ابني، وان أراه الى جانبي».
أما أماني شقيقة مهند عدوي، فقالت:«يصبح لدينا إحباط عندما نزوره في السجن لأننا لا نحب أن نراه بهذا الوضع، كما أنني لا أحب لحظة وداعه عند انتهاء مدة الزيارة. ومن ناحية الراتب الشهري الذي يتقاضاه، فانه لا يكفي لسد احتياجاته داخل السجن، ومن جهة دور المؤسسات الداعمة للأسرى، شاركت في مسيرات خاصة بالأسرى على دوار المنارة في مدينة رام الله، ولكن ليس هناك فائدة، وأطالب بأن يتوافر للأسرى كل شيء مثل الطعام وغيره».