منتديات نسيم الفجر
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتديات نسيم الفجر
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتديات نسيم الفجر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات نسيم الفجر

نحن أخوة في الله من جميع الدول اجتمعنا لذكر الله وحب الدعوة, كل منا يساهم بقدر ما يستطيع, منهجنا كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اللباس في الإسلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عيون فلسطين
..................
..................
عيون فلسطين


الجنس : ذكر
نقاط نقاط : 819
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 20/01/2010

اللباس في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: اللباس في الإسلام   اللباس في الإسلام I_icon_minitimeالخميس يونيو 03, 2010 10:40 pm

اللباس في الإسلام

الدكتور كمال المويل

وتتضمن النقاط التالية: نعمة اللباس، قصة مع اللباس، اعتبارات عامة في اللباس، الحكم الشرعي للباس.

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، إمام المتقين، وقائد الدعاة المهتدين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

نعمــــة اللبــــــاس:

اللباس من النعم التي أنعم الله بها على الناس, قال تعالى: )يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ( (الأعراف: 26)، ولباس المؤمن ينبغي أن يكون جميلا ونظيفا خاصة في علاقته مع الناس ومع الله، قال تعالى: )يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ َاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ( (الأعراف:31)، واللباس زينة الإنسان وعليه أن يتزين به لأن ذلك من التحديث بنعم الله، قال تعالى: )قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ( (الأعراف:32)، وقد دلت هذه الآية على تعظيمه تعالى لنعمة اللباس بأن أضافها إلى نفسه فقال (زينة الله) إضافة تشريف وتكريم. ولذلك كان التحديث بنعمة اللباس من خلال التزين والستر واجبا على كل مسلم، قال تعالى: )وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ( (الضحى: 11).

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. فقال رجل: إن الرجل يجب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناس)) (مسلم).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنّ الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود)) (أخرجه الترمذي).

قصــة مــع اللبـــــــاس:

في عام 1994م وعندما كنت طالبا في كلية الطب البشري في السنة الخامسة، ذهبنا في أحد الأيام لزيارة مشفى الأمراض العقلية وذلك برفقة أستاذ الطب النفسي، كنا حوالي ثلاثين طالبا وطالبة وكانت تلك الزيارة مقررة كعملي لمادة الطب النفسي.

وفي الصباح وحوالي الساعة العاشرة دخلنا إلى مشفى الأمراض العقلية (ابن سينا) وتجولنا مع الأستاذ في الأقسام المختلفة للمشفى: الإسعاف ثم الأقسام حسب الحالات المرضية وتفاوتها في الشدة والخفة. وكنت شخصيا أتعرف على الحالات المرضية من جهة وأتعرف على نعمة العقل التي امتاز بها الإنسان عن سائر المخلوقات من جهة أخرى، ولا مقارنة بين النظري والعملي لأن لسان الحال أبلغ من لسان المقال.

وأذكر على سبيل المثال أن أقدم مريض تعرفنا عليه في المشفى كان قد مضى عليه ثلاث وأربعون سنة، وهو مصاب بنوع من التخلف العقلي. وقرب نهاية الزيارة أدخلنا الأستاذ إلى إحدى باحات المشفى، والتي كان يطل عليها مجموعة من المهاجع، ثم أمر أحد العاملين الصحيين هناك بفتح مهجعين من المهاجع المطلة على الباحة، وفجأة رأيت وكذلك زملائي منظرا وحالة لم نرها ولا أظن أننا سوف نرها في حياتنا، فقد خرج حوالي الخمسين رجلا، من مختلف الأعمار وهم عراة تماماً كما خلقهم الله، من المهاجع المفتوحة إلى الباحة واندفع أولئك الناس في طول الباحة وعرضها كأنهم قطيع من الأغنام، وقد تملك الطلاب نوع من الرعب والتفوا بشكل عفوي على شكل حلقة محيطها من الطلاب ووسطها من الطالبات، وجعلوا يتساءلون بينهم، ما الذي يريده الأستاذ؟ ولماذا جاء بنا إلى هذا المكان؟.

وعندما لم يظهر من المرضى أي تعاطي أو إيذاء اتجاه الطلاب هدأت المشاعر وتوجهنا إلى الأستاذ الذي قام بشرح هذه الحالة لنا فقال: هؤلاء المرضى مصابون بأسوأ أنواع المرض النفسي وهو الفصام المزمن الذي لا شفاء منه ولا تحسن وهم يعيشون حالة تسمى في الطب النفسي الحالة القطيعية.

وقد استدعى أحد هؤلاء المرضى وهو الوحيد الذي كان يضع بطانية على كتفيه و بقية جسمه عار كما خلقه الله، وباستجواب صعب وبالإشارة فهمنا منه أنه كان ضابطا طيارا. وكان الجو باردا جدا وشعر جميع الطلاب بالحزن والأسى، ولذلك بدأنا نسأل الأستاذ والعاملين الصحيين هناك أسئلة هي أشبه بالمطالب.

فقد سألناه عن اللباس لهؤلاء المرضى خاصة في ذلك البرد؟ وقد أجاب بأن الإدارة تقدم لهم اللباس الكامل بشكل دوري ولكنهم يمزقون اللباس ولا يرتدونه، وقال: في كل عام يموت عدد من هؤلاء المرضى بسب البرد، وهم لا يبدون أي استجابة أو تحسن رغم العناية التي تقدم لهم.

ذلك المشهد جعلني أعيش بقية اليوم في حالة من الاندهاش وكنت طوال اليوم أردد في نفسي قوله تعالى: )يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا( وفي تلك الزيارة تعرفت على نعمة لا تقل أهمية عن نعمة العقل ألا وهي نعمة اللباس الذي يستر عورات الناس, النعمة التي تستر ذلك الجزء القبيح في جسم الإنسان، فالعورة قبيحة وزينة الإنسان الأولى أن يستر ذلك الجزء من جسمه. قال تعالى في قصة آدم وحواء: )فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ( (الأعراف: 22).

اعتبارات عـــامة في اللبـــاس:

(1) إنّ اللباس يحقق للإنسان حاجتين أساسيتين:

(الأولى) إنه يستر عن الأنظار أعضاء مخصوصة في جسم الإنسان بمقتضى عاطفة الحياء الفطرية عند الناس.

(الثانية) إنه يحفظ جسم الإنسان من الحر والبرد والضرر، فالبرد والحر من تقلبات الجو، والضرر من الاعتداء على جسم الإنسان، قال تعالى في صفة اللباس: )وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ( (النحل:81).

(2) إنّ غاية ما يمكن أن يكون عليه الفرق بين مختلف أنواع اللباس وأشكاله هو بسبب ما يطرأ على الناس من تبدل الفصول، وذلك بأن يكون لباس الناس خفيفا وساترا لأقل ما يمكن من أعضاء الجسم في الجو الحار، وبأن يكون متينا وساترا لأكثر ما يمكن من أعضاء الجسم في الجو البارد والقارص.

(3) ولباس الإنسان القديم كان مبنيا على مقتضيات الفطرة البشرية وعلى حاجات الناس المجردة، ولذلك لم يكن هناك تنوع كثير في صوره ومظاهره، ولكن الإنسان حينما خطا إلى المدنية والحضارة وأقام الصناعات ونما عنده الذوق الفني بدأ يتدرج في اللباس من الحاجات إلى الزيادات والتحسينات وكان ذلك التنوع في الكم والكيف في موضوع اللباس بتفاوت بين الأمم المختلفة.

(4) أما الأسباب والدواعي لهذا التطور في اللباس عند الناس من حاجات إلى زيادات وتحسينات فيمكن ردها إلى: الظروف الجغرافية، الأفكار الأخلاقية والدينية، نمو الذوق الفطري، أسلوب المعيشة، الوضع الاقتصادي، النمط الحضاري لكل أمة، التقاليد والعادات لكل قوم، المؤثرات الخارجية والتفاعل بين الأمم في موضوع اللباس، فهذه العوامل الثمانية لها حكم صارم واستيلاء شامل على لباس كل أمة، وعلى حياتها الاجتماعية.

(5) إنّ أي أمة وفي أي مرحلة من مراحل حياتها لا تشعر بالحاجة لعقد مؤتمر وطني تتخذ فيه قرارا يحدد شكل اللباس لأفرادها، لأن شكل اللباس مسألة شخصية وليست عامة ولأن تطور اللباس يأتي في إطار الإصلاحات العامة التي تلاقي الرواج في الأمة، والإصلاحات تُدخل التعديلات على أشكال اللباس القديمة بتأثير التداول المشترك للعوامل الاجتماعية.(6) في نشأة اللباس وتغيره ونموه وارتقائه هناك وجهان، وجه صحيح ووجه خاطئ، الوجه الصحيح هو الوجه الفطري والعفوي، والوجه الخاطئ هو الوجه الاصطناعي وذلك بإجبار الأمة على تغيير لباسها واستجداء لباس آخر من أمة أخرى، والتطور الصناعي يسلكه من لا بصيرة لهم بالحياة الاجتماعية ولا يرون الأمور إلا من زاوية سطحية وهم يبررون سلوكهم بالقول: إذا تغير لباس الأمة تغيرت عقليتها، فاللباس ينتج الإنسان من وجهة نظرهم، وهذه النظرية هي غاية في السخف والبساطة، لأن نمط حياة الناس يُنتج نمط لباسهم وليس العكس.

(7) إنّ ملائمة اللباس للظروف المستجدة يتوقف على تقدم الأمة بمجموعها، فتصبح الأمة نشيطة مهذبة متمدنة جميلة الذوق متنورة الفكر بصفة جماعية، وعلى قدر تقدم الأمم في طريق الإصلاح يدخل الإصلاح بنفسه في لباسها القومي، وأما محاولة استبدال لباس الناس بلباس آخر دفعة واحدة فهو نوع من الطفرة، والطفرة لا تؤدي إلى تغيير جذري في حياة الأمة ونمط لباسها.

(Cool إنّ من يسعى إلى تطوير لباس الأمة وأسلوب حياتها بدون أن يقترن ذلك بأسباب الرقي في إطارها الاجتماعي العام، هو كمن يحاول دفع الطفل إلى البلوغ من خلال الوسط المهيج للغرائز والأدوية المنشطة الجنسية والأغذية المقوية للعلاقة الجنسية، فالبلوغ هنا لن يكون حقيقيا وإنما مفتعلا.

(9) إنّ اللباس واللغة هما الدعامة التي تقوم عليها شخصية الأمة وتفردها، فإذا انهارت هذه الفردية سلكت الأمة طريق الانقراض والاندثار، وذابت في أمة أخرى وقومية أخرى، والأمم البائدة ما فنيت إلا لهذه الأسباب، وفناؤها هو ذوبانها في أمة أخرى، وليس الإبادة البشرية.

(10) الشيء الذي يستحق أن تأخذه أمة من أمة أخرى ليس اللباس ولا اللغة ولا غير ذلك، وإنما هو التقدم التقني بما يتضمنه من المناهج العلمية والأبحاث العلمية، والتقدم الفكري في مجال العلوم الإنسانية، وأما أخذ اللباس وطرق المعيشة وطرق الأكل والشرب ونمط الحياة فإنه يؤدي إلى ذوبان الأمة الآخذة وفقدانها لشخصيتها الحضارية. ولا أظن أن أحدا ً يعتقد أن التقدم الذي أحرزه الغرب في مختلف مجالات الحياة كان بسب الجاكيت والبنطلون وربطة العنق والقبعة والحذاء أو تناول الطعام بالسكين والشوكة، أو بسبب أدوات الزينة والمساحيق والأصباغ التي ُيطلى بها الوجه واليدين وباقي أنحاء الجسم.

الحكم الشرعي للباس:

الإسلام دين الفطرة، والإسلام لم يشرع للناس في شؤون حياتهم إلا التشريع الذي يتفق مع الفطرة السليمة وصريح المعقول والمنطق العام.

والإسلام لم يقرر للناس نوعا خاصا من اللباس بل اعترف بشرعية كل لباس ما دام قد تطور وترقى بطريق فطري وسليم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لبس الألبسة التي كانت موجودة في زمانه ولكن بصفات خاصة، فهو لم يأمر بلباس محدد ولم ينه عن لباس محدد وإنما أمر بصفات محددة في اللباس ونهى عن صفات محددة في اللباس، حيث إن الأصل في المعاملات ومنها اللباس هو الإباحة فلا تحريم إلا بنص، وهذا بعكس العبادات التي الأصل فيها هو التوقيف فلا شرع إلا بنص.

ويؤكد هذا الأصل وهو إباحة اللباس إلا ما استثني منه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا من دون إسراف ولا مخيلة)) (البخاري) فجعل الأصل في اللباس هو الإباحة واستثنى الإسراف والمخيلة، وكذلك قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: ((كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك اثنتين: سرف أو مخيلة)) (البخاري) وبهذين الحديثين عنون البخاري رحمه الله تعالى كتاب اللباس في صحيحه.

ومن الأدلة على أن الأصل في اللباس هو الإباحة فلا تحريم إلا بنص قوله صلى الله عليه وسلم وقد سأله رجل: ما يلبس المحرم؟ فقال: ((لا يلبس المحرم القميص ولا السراويل ولا العمائم ولا البرنس ولا الخفين)) (البخاري)، فتحريم هذه الألبسة أثناء الإحرام يدل على أن الأصل في اللباس هو الحل والإباحة.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك أصحابه على عادات قومهم في اللباس فلبسوا الحبرة والبردة والشملة والثوب والقميص والسروال والبرنس والإزار وغير ذلك، وبعض هذه الألبسة من اليمن وبعضها من الشام ولكنه صلى الله عليه وسلم نهى عن صفات محددة في اللباس كما أمر بصفات محددة في اللباس وهي شروط اللباس، وهذه الشروط هي: الستر، وعدم التشبه، والتواضع.

(1) شرط الستر: أمر الإسلام الناس بأن يستروا عوراتهم باللباس فقال تعالى: )قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ( (الأعراف: 26)، ونهى عن كشف العورات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صنفان من أهل النار)) ذكر منهم ((نساء كاسيات عاريات)) (مسلم).

وقرر حدود الستر للعورة بالنسبة للرجال والنساء، فعورة الرجل من سرته إلى ركبته وعورة المرأة كل جسمها عدا الوجه والكفين، وألزم المؤمنين بستر العورات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنّ المرأة إذا بلغت المحيض فلا يصلح أن يُرى منها إلا هكذا وهكذا وأشار بيديه إلى وجه وكفيه)) (أبو داود).

وشرط الستر له معنيان: فاللباس الساتر هو اللباس الذي لا يصف ولا يشف، ومعنى لا يصف: هو أنه ليس ضيقا بحيث يحجم العورة، ومعنى لا يشف: هو أنه ليس رقيقا بحيث يظهر لون الجلد، وهذان المعنيان هما للرجل والمرأة.

(2) شرط عدم التشبه: ومعنى التشبه هو محاولة الإنسان أن يجانس غيره ويقلده ويكون شبيهه، وقد حرم الإسلام في مجال التشبه أمرين:

(الأول) التشبه الجنسي: أي تشبه الرجال بالنساء أو تشبه النساء بالرجال، والتشبه هنا محرم في اللباس وفي الكلام والحركة أي في اللباس وفي الصفات الخاصة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبس الرجل)) (أبو داود)، وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: ((لعن رسول الله المخنثين من الرجال، والمترجلين من النساء)) وفي رواية ((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال)) (الروايتان للبخاري). فأراد الإسلام أن تكون طبيعة الرجل ومظهره متميزا وكذلك أراد للمرأة، ومن الظاهر أن كل شخص سليم الفطرة صحيح الذهن لا يكاد ينظر في هذه القضية إلا بعين الوجهة التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أليس ترجل المرأة أو تأنث الرجل من أي جهة كان أمرا مستقبحا يمجّه العقل السليم وتأباه الفطرة الصحيحة؟!.

(الثاني) التشبه بالكافرين بما هو من خصائصهم في اللباس، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تشبه بقوم فهو منهم)) (أبو داود). وهذا التشبه هو دليل على ضعف السلوك وعدم الثقة بالنفس والإصابة بداء التلون والتمرغ ومن يفعل ذلك كمن ينتسب إلى غير أبيه، فهو يحس بالعار لانتسابه لأبيه ويحس بالعزة لانتسابه إلى غير أبيه. وفي مجال التشبه بغير المسلمين ورد حديثان لا ثالث لهما لأنّ الأصل في هذه المسألة هو النص، والحديث الأول أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس الثوب المعصفر، وقال لابن عمر رضي الله عنه: ((إنّ هذا ثوب من لا خلاق له في الآخرة)) (البخاري) والمعصفر هو الذي يكون لونه خليط من لوني الأحمر والأصفر وهو لباس خاص لغير المسلمين لأنه صلى الله عليه وسلم لم يحرم اللباس باللون الأحمر أو باللون الأصفر بل ورد في السنة ما يدل على استحباب اللباس الأحمر وكذلك الأصفر، والحديث الثاني ورد فيه نهي عن لباس رجال الدين من غير المسلمين فقال صلى الله عليه وسلم: ((إياكم ولبوس الرهبان، فمن تشبه بهم فليس مني)) (الدارقطني).

(3) شرط التواضع: والتواضع يكون بعدم التكبر وذلك بأن لا يلبس المسلم لباس المخيلة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا من دون إسراف ولا مخيلة)) (البخاري). وفي مجال التواضع حرم الإسلام ثلاثة ألبسة:

(الأول) حرم لباس الحرير للرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تلبسوا الحرير، فإن من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة)) (البخاري).

(الثاني) حرم جر الثوب للرجل فقال صلى الله عليه وسلم: ((من جر ثوبه خُيلاء لم ينظر إليه الله يوم القيامة)) (البخاري). وقال: ((ما أسفل الكعبين فهو في النار)) (البخاري).(الثالث) حرم لباس ثوب الشهرة، وهو الثوب الذي يجعل صاحبه مشهورا به بين الناس، فقال صلى الله عليه وسلم: ((من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة)) (أبو داود).

فإذا كان لباس أمة من الأمم لا يفي بهذه الشروط فإن الإسلام يطالبها بأن تُدخل الإصلاح على لباسها حسب هذه الشروط، وهي إذا أدخلت عليه الإصلاح وفقا لهذه الشروط فقد نزلت على مطلب الإسلام، ولا يعارض الإسلام بعد ذلك أي نوع من اللباس يلبسه رجالها أو نساؤها.

وجه آخر في الحكم الشرعي للباس:

وقد وجدت بعض كتب الفقه تصنف اللباس شرعا بطريقة مختلفة عن الطريقة التي أوردناها، وإتماما للفائدة أذكر تصنيف كتب الفقه. ((قالوا: اللباس منه ما هو واجب ومنه ما هو مندوب ومنه ما هو محرم، فالواجب من اللباس ما يستر العورة وما يقي الحر والبرد وما يُستدفع به الضرر. والمندوب من اللباس ما فيه جمال وزينة. والمحرم من اللباس هو لبس الحرير للرجال، ولبس الرجل ما يختص بالنساء من ملابس، ولبس النساء ما يختص بالرجال من ملابس، ولبس ثياب الشهرة والاختيال، ولبس كل ما فيه إسراف)). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور الاسلام
..................
..................
نور الاسلام


نقاط نقاط : 134
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 03/03/2010

اللباس في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: اللباس في الإسلام   اللباس في الإسلام I_icon_minitimeالأحد يونيو 06, 2010 4:06 pm

اللباس في الإسلام 277985
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اللباس في الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فضل الإحسان إلى الجار في الإسلام
» إليــــــــ يا ابنة الإسلام ــــكـــــ
» بيان حول دعاوى الحل المناسب لدولة الإسلام
» هُنا تهنئةالأخ افرام يوخنا زكريا اعتناقها الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نسيم الفجر :: *¤ô§ô¤*~ المنتدى الإسلامي*¤ô§ô¤*~ :: القسم الإسلامي العام-
انتقل الى: