العودة كلمة سر ..

موضوع: العودة كلمة سر .. السبت مايو 15, 2010 10:42 pm

العودة كلمة سر //// مقالة للاستاذ مصطفى الصواف
..... المحاضر في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية ..

اثنان وستون عاماً والقضية الفلسطينية على حالها، من سيئ إلى أسوء، والانقسام الفلسطيني أيضاً مستمر، لأن الانقسام ليس وليد أحداث حزيران 2007، ولكن انقساماً في الرؤية وطريق الحل الذي تنازع عليه تياران، الأول يريد أن يسلم لليهود بحق في فلسطين، والثاني يسعى إلى طرد الغاصب المحتل، نفس المشكلة التي نعاني منها اليوم، فتح غيرت ثوبها وبدلت ثوابتها ومنهجها واستسلمت للضغوط وخنعت وتفاوض اليوم على أي شيء المهم أن يسمى فلسطين، وقوى الممانعة لا تزال تتمسك بالعودة والتحرير رغم كل ما يحاط بها من أعداء منهم الفلسطيني والعربي والدولي إلى جانب العدو الحقيقي (إسرائيل)، ولكنهم حتى اللحظة يتمسكون بالثوابت والحقوق ويرون في المقاومة الوسيلة لتحقيق الأهداف ويقود هذا المنهج حركة حماس وشقيقاتها.

العرب ليسوا في أفضل حال، فهم من ساهم مساهمة فعالة في إقامة الكيان الغاصب عبر طرق متعددة أقلها الخيانة في أيام النكبة التي ارتكبتها الجيوش العربية ؛ والتي قادها بريطانيون، فكان التهجير قد تم على أيدي هذه الجيوش ، وكذلك التسليم لعصابات صهيونية في البلاد وفقاً لقرار التقسيم وزيادة، ولعل فضيحة الأسلحة الفاسدة التي كانت لدى الجيش المصري دليل على ذلك، وكذلك جميعنا يردد تلك المقولة ( ماكو أوامر ) التي يرددها الجيش العراقي، أو تلك المقولة ( اللي يخدوه بالنهار، نرجعوا بالليل) على رأي الجيش المصري، والفئة الوحيدة التي ثبتت في ميدان القتال كانت فئة الإخوان المسلمين والتي مع الأسف حوربت واعتقلت ومنعت من ممارسة دورها.

أما الشعب الفلسطيني في تلك الحقبة فقد أجبر على الرحيل، ومنعت عنه أدوات المقاومة والتزود بالسلاح تحت حجة الجيوش العربية تكفيكم، ودفعوا للخروج من بلادهم وتركها لعصابات صهيونية بدعوى أنها أيام قليلة وستعودون إلى بيوتكم، وها نحن ننتظر منذ اثنين وستين عاماً أن نعود إلى البيوت ولم نيأس وسنبقى نحيي الأمل في النفوس، أمل العودة إلى يافا وحيفا وتل الربيع والسبع واللد والرملة وكل فلسطين.

وتستمر المؤامرة التي نعيش فصولاً منها اليوم بنفس السياسة القديمة وبنفس الأيدي الآثمة ولكن بوجوه مختلفة، سواء فلسطينية أو عربية والدولية حدث عنها ولا حرج ، العدو الصهيوني هو هو ثابت على منهجه وثوابته, ويسعى إلى تحقيق أهدافه لا ترده وسيلة رادعة، لأن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة والعالم لا يفهم إلا لغة القوة كذلك ؛ والقوة اليوم تلقى ما تلقاه من حصار وملاحقة وقتل وتدمير، على كافة الصعد ، ولكنها تحاول تعزيز الصمود وبقيت رغم ضعفها ورغم المؤامرة عليها باقية وتشغل بال العدو ومن يسانده ويبذلون قصارى جهدهم من أجل القضاء عليها، إلا أنها لا تزال تحيي الأمل في نفوس الفلسطينيين والذي لم تنل منه أي قوة في الدنيا، وهو باق في نفوس الفلسطينيين إلا من باع نفسه وضميره وتنازل عن حقه.

ستبقى العودة مفتاح القضية، وستبقى العودة كلمة السر التي بها نحيي القضية ويحيا الشعب، وستبقى المقاومة رغم كل ما يحاط بها مستمرة تعلو وتيرتها تارة وتنخفض تارة، ولكنها تبقى الاستراتيجية لتحقيق الهدف، وتبقى العودة إلى الديار ما سيمحو النكبة التي وقعت قبل اثنين وستين عاماً.

ستبقى القضية حية، ما تمسك الفلسطيني بمفتاح الدار وكوشان الطابو، وما استمرت المقاومة الطريق الوحيد نحو التحرير والعودة وهي حجر الزاوية التي يعي كل العالم أنها الوحيد التي يبنى عليها بناء العودة والتحرير والدولة، وكل ما يجري اليوم من مفاوضات وما يسمى مقاومة مدنية ،لن يوصلنا إلى الهدف، وسيذهب أدراج الرياح، وتبقى المقاومة ثم المقاومة ثم المقاومة التي ستعيد الحقوق وتعيد الأرض.

بارك الله فيكي

اسال الله ان يلم شمل جميع المسلمين ويوحد صفوفهم

» اصل كلمة رمضان ..
» هي كلمة..انظروا تأثيرها....
» تعريف كلمة منتدى
» كلمة كأنها وحي من السماء
» ٍٍِِِ!@ كلمة شكر لصآحب المنتدي @!ٍِ