[size=18]
وَصْفُ النَّبِيِّr
M
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا ِِإله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.....
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } [size=12]( سورة آل عمران: 102){ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
( سورة النساء: 1){ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ( 70 ) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
( سورة الأحزاب:70،71 )أما بعد....،
فإن أصدق الحديث كتاب الله – تعالى- وخير الهدي هدي محمد r وشر الأمور محدثاتها، وكل
محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فال ابن المنير ـ رحمه الله ـ تعليقاً على قول النبي rكما في صحيح مسلم:
" فإذا أنا بيوسف إذ هو قد أعطي شطر الحسن"
فالمراد أن يوسف أعطي شطر الحسن الذي أوتيه نبيناr.
( فتح الباري:7/250)فيوسفu أوتي شطر الحسن، والنبي r أوتي الحسن كله، ومع ذلك لم يُوصَف النبي rبالجمالكما وصف يوسف؛ لأن الله تعالى كسا جمال النبيrبالهيبة والجلال، فلا يستطيع أحدٌ أن يُحِدّ النظرإليه.
فها هو عمرو بن العاصtيقول كما عند مسلم:
" وما كان أحد أحب إلىَّ من رسول الله، ولا أجلّ في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه"
وهذا عروة بن مسعود الثقفي الذي جاء ليفاوض النبيrفي صلح الحديبية:
كان يصف أصحاب النبيr فيقول: " إذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظماً له".
_ كان النبي r أشبه الناس بإبراهيم u _
فقد أخرج الإمام مسلم من حديث جابر عن عبد الله قال: أن رسول الله r قال:
"عُرض عَلَىَّ الأنبياءُ، فإذا موسى عليه السلام ضَرْبٌ من الرجال كأنه من رجال شَنُوءَةٍ(
[1])، ورأيت عيسى ابن مريم u فإذا أقرب من رأيتُ به شبهاً عروة بن مسعود(
[2])
ورأيت إبراهيم u فإذا أقرب من رأيتُ به شبهاً صاحبكم ـ يعنى نفسه ـ
ورأيت جبريل u فإذا أقرب من رأيتُ به شبهاً دِحْية(
[3]) "
. صفةُ وجهه r _
كان رسولنا r أحسن وأجمل الناس وجهاً.
لو رأيته رأيت الشمسَ طالعة
ما رُأى أحسن من رسول الله r كأن الشمسُ تجرى في وجهه
كان أحسن الناس وجهاً وأحسنه خلقاً، كان وجهة مثل القمر مستديراً
كان إذا سُر استنار وجهه كأنه قطعة قمر، لم يصفه واصف قط، إلا شبهه r بالقمر ليلة البدر.أسيل الخدين: أي قليل اللحم من غير نتوء، والإسالة في الخد هي الاستطالة، وأن لا يكون مرتفعاً.
ـ الجُدُر: جمع جدار وهو الحائط، أي يشرق نوره عليها إشراقاً كالشمس.
وعند الترمذى من حديث جابر بن سمرة t قال:
"رأيت رسول الله r في ليلة إِضْحِيَانُ وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إلى رسول الله r والى القمر، فإذا هو عندي أحسن من القمر".
_ لـون وجـه الـنـبـي _ r
كان رسول الله أبيض الوجه مستنير
تعلوه حُمرة (مائل للحمرة)، أبيض مُشْرَب: أي فيه حُمرة، وهو أشرف الألوان.
ـ والإشراب: خلط لون بلون كأن أحد اللونين سقى بالآخر
ليس بالأسّود ولا بالأبيض الشديد، إنما بياض جميل تُخالطه حُمرة، وضئ الوجه.
الأدلـــة:
في صحيح مسلم من حديث أبى الطُفيل قال:
"رأيت النبي r وما على وجه الأرض رجل رآه غيري، قال: فقيل له كيف رأيته، فقال: أبيضَ مليحاً مُقصَّداً"
. (صحيح الجامع:4622)ـ مُقصَّداً: بالتشديد، أي مقتصداً، يعني ليس بجسيم ولا نحيف، ولا طويل ولا قصير.
أخرج البيهقي في الدلائل عن علىٍّ t أنه قال في وصف النبي r:
" كان أبيض، مُشَّرباً بَيَاضُهُ بحُمْرَةٍ، وكان أسود الحدقة، أهدب الأشفار".
_ صفة شعر النبي r_
كان رَجِلَ الشعر، ليس شديد الجعودة كشعر السودان، ولا شديد السبوطة (مسترسل) كشعر الروم،
بل كان فيه تثن وحجونة وهى كأنه مُمَشط مُتكسر قليلاً.
يصل شعره إلى نصف أذنيه و أحيانا إلى شحمة أذنيه وأحيانا بين الأذن والعاتق وأحيانا إلى منكبيه
كان يسدل شعره في بداية الأمر ثم فرقه، و أحيانا ير سله على هيئة غدائر (ضفيرة) أربع
يخرج الأذن اليمنى من بين غديرتين يكتنفهما، ويخرج الأذن اليسرى من بين غديرتين يكتنفهما.
وكان شعره أسود اللون.
_ الشيب في شعر الرسولrوخضابه _
كان الشيب في رأس ولحية الرسول قليلاً جداً.
حيث إنه مات، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء (أي: أقل من ذلك)
وصـف فـمـه r_
ضليع الفم (كان عظيم الفم)، وقيل: هذا كناية عن فصاحته وتمام بلاغته.
وقيل: معنى ضليع الفم، أي عظيم الأسنان شديدها.
وصـف أسنـانه r_
كان مُفلج الأسنان، أي: أن هناك فرق في الثنايا. وهو خلاف (متراص الأسنان)
والمراد بها الأسنان العليا دون السفلى؛ لأن المدح خاص بفلج العليا
صفة رأس الرسول ولحيته _ r
كان ضخم الرأس كث اللحية وكانت تملأ صدره
إذا تكلم في نفسه عُرف من خلفه هذا وذلك باضطراب لحيته؛ وذلك لضخامتها.
وكانت لحيته سوداء.
صفة عنق النبي _r
كان عنقه كإبريق فضة من شدةالبياض.
صفة الذراعين والمنكبين للرسول rوالمسافة بينهما _
كان عظيم المنكبين، أي عريض أعلى الظهر، وكان منكبيه كأنهما سبيكة فضة.
أما بالنسبة لذراعيه، فقد كان عريض الذراعين، وكان فيهما طول.
3ـ أخرج البيهقي بسند حسن عن أبي هريرة tأنه قال في وصف النبيr:
"كان أحسن الناس... رَبْعةً، إلى الطول ما هو، بعيد ما بين المنكبين، أسيل الخدَّين، شديد سواد الشعر، أكحَلَ العينين، أهدب الأشفار، إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها، ليس له أخمص، إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة"(صحيح الجامع:4633
_ صـفـة يـده _ r
كان ضخم اليدين، أنامله غليظة بلا قِصر ويحمد هذا في الرجال؛ لأنها أشد لقبضتهم، ويذم ذلك في النساء، رحب الكفين ( حِساً ومعنى ).
صـفـة صـدره وبطنه _ r
كان سَوِىّ البطن والصدر.
وكان طويل المسرَبَةِ: وهو خيط دقيق من الشعر الذي بين الصدر والسُرة.
صـفـة قـامة رسول الله _ r
ليس بالطويل البائن ـ أي المفرط الطول ـ، ولا بالقصير المتردد ـ أي التي تداخلت أجزاؤه
طيب ورائحة عرق النبي _ r
كان عرقه كاللؤلؤ، وكان أطيب من الطيب.
يتبع
[/size]
[/size]